كشفت دراسة أمريكية حديثة أن التعرض للصدمات النفسية في مراحل الطفولة قد يترك آثارا دائمة على الصحة العقلية والجسدية تمتد طيلة حياة الإنسان.
وأوضحت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعتي كاليفورنيا وميشيغان، ونُشرت نتائجها في دورية الجمعية الأمريكية لطب الشيخوخة، أن التجارب الصادمة تزيد من احتمالية الإصابة بالألم الجسدي، والاكتئاب والشعور بالوحدة في المراحل المتأخرة من العمر، ما ينعكس سلبا على جودة الحياة في تلك الفترة.
وتُعرف الصدمات النفسية بأنها تجارب مؤلمة تشمل حالات مثل الإيذاء الجسدي أو النفسي، أو فقدان أحد الأبوين، أو التعرض لحوادث خطيرة، أو ربما العيش في ظروف قاسية.
وتؤدي هذه الصدمات إلى ردود فعل نفسية متعددة، مثل القلق والاكتئاب والاضطرابات السلوكية، ما يؤثر في قدرة الأفراد على التعامل مع التحديات اليومية، ويؤثر في نهاية المطاف في جودة حياتهم.
واعتمدت الدراسة على متابعة نحو 6500 أميركي تجاوزوا سن الخمسين وتوفوا بين عامي 2006 و2020، وخضع المشاركون لاستبيان حول تعرضهم لـ11 نوعا من الصدمات، بالإضافة إلى تقييم لحالتهم النفسية والاجتماعية.
وكشفت المقابلات النهائية مع أفراد أسرهم أو ممثليهم القانونيين عن الأعراض التي عانوا منها في آخر عام من حياتهم.
وأظهرت النتائج ارتباطا قويا بين صدمات الطفولة، خاصة “الإيذاء الجسدي من الوالدين”، وزيادة معدلات الألم الجسدي والاكتئاب، والشعور بالوحدة في المراحل الأخيرة من الحياة.
وأشارت الدراسة إلى أن من لم يتعرضوا لصدمات كانوا أقل عرضة للشعور بالألم أو الوحدة، إذ بلغت نسبة معاناتهم من الألم الشديد أو المتوسط 46%، والشعور بالوحدة 12%، مقارنة بـ60% و22% على التوالي لدى من تعرضوا لخمس صدمات أو أكثر.
وأكد الباحثون أن النتائج التي خلصت إليها الدراسة تسلط الضوء على ضرورة مراعاة تأثيرات الصدمات النفسية في مرحلة الطفولة، عند تلبية احتياجات المرضى في نهاية حياتهم، إذ إن تلك الصدمات تؤدي إلى العزلة الاجتماعية والعاطفية، وتفاقم العادات الصحية السيئة، ما يزيد من احتمالية التعرض لصدمات إضافية لاحقا في الحياة.