تدفعنا أنماط حياتنا الحالية إلى الجلوس فترات طويلة خلال اليوم، وهو نمط حياة مضرّ بالصحة؛ ما يستدعي البحث عن بدائل لتجاوز هذه الآثار السلبية.
وكشفت دراسة فرنسية حديثة عن التوازن المثالي الذي يمكن أن تُحدثه ممارسة الرياضة أو أي عمل بدني لتحييد سلبيات ساعات العمل جلوسا دون حراك.
وأكدت نتائج الدراسة، التي نشرها موقع “سيونس فوتورا” العلمي الفرنسي، أن 40 دقيقة من النشاط البدني “المعتدل إلى القوي” يوميًا يمكن أن تعوض آثار الجلوس لمدة 10 ساعات.
وأشارت الدراسة إلى أن توفير 40 دقيقة متتالية لممارسة التمارين الرياضية يبدو أمرًا صعبًا، لكن لا داعي للذعر، فالمشي وركوب الدراجات وصعود الدرج واللعب مع الأطفال أو الحيوانات وحتى القيام بالأعمال المنزلية هي بدائل مفيدة، وفق تأكيدها.
وتأتي نتائج الدراسة منسجمة مع المبادئ التوجيهية العالمية لمنظمة الصحة العالمية لعام 2020 بشأن النشاط البدني، والتي توصي بممارسة 150 إلى 300 دقيقة من النشاط المعتدل أو 75 إلى 150 دقيقة من النشاط القوي أسبوعيًا لمواجهة نمط الحياة المستقر.
ومع ذلك تُظهر الدراسات السابقة أنه بغض النظر عن الوقت الذي يقضيه الشخص في الحركة، فإن آثار نمط الحياة المستقر لا يمكن تجاوزها، مثل الوزن الزائد والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان وما إلى ذلك.
ووفق الدراسة الجديدة فإنه، بصرف النظر عن الدورات الرياضية التي تهدف إلى مكافحة نمط الحياة المستقر، من الضروري تقليل الوقت الذي يقضيه الشخص جالسا قدر الإمكان، من خلال الذهاب إلى العمل بالدراجة أو سيرا على الأقدام، ومن خلال أخذ فترات راحة منتظمة للمشي أو التمدد.
ونبهت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة إلى حد ما، ولكنهم يمارسون حوالي 30 إلى 40 دقيقة من النشاط البدني بمعدل متوسط إلى مكثف كل يوم، لا يختلف خطر الوفاة لديهم بشكل كبير عن خطر الوفاة لدى الأشخاص الذين يقللون من وقت الجلوس.